LogoLogo
Logo
Mobile Background Logo
الصفحة الرئيسيةالکــتبصــــوروثـائــقأبـحـاث ومقـالاتمحاضرات صوتيةفيديوهات وبرامجالسـیـرة الـذاتیــة
حول الموقعالاتصال بنا
طباعة الكتب ونشرها
السیرة الذاتیة

 

سيرة العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي

سيرة عالم من علماء جبل عامل في القرن المعاصر

 

مكانة الشيخ الكوراني في الفكر الشيعي المعاصر

يُعدّ العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي (1944-2024م) من الشخصيات العلمية البارزة في الساحة الشيعية المعاصرة. وكان رحمه الله باحثاً متتبعاً ومؤلفاً لكتب عديدة ومتنوعة، مؤسساً لمشاريع علمية رائدة، وكذلك مبلّغاً وخطيباً قديراً عبر محاضراته وبرامجه.

 

 تميز منهجه بالجمع بين الأصالة الحوزوية والاستفادة من الأدوات الحديثة في نشر المعارف الدينية، مع وعي بالتحولات السياسية والاجتماعية المعاصرة ومواكبتها. كما أنه عُرف باهتمامه الخاص بالقضية المهدوية، حيث قدّم في كتابه "عصر الظهور" مقاربة منهجية لأحداث آخر الزمان وعلامات الظهور وكان لهذا الكتاب تأثيراً كبيراً في العالم الشيعي.

هذا التوليف جعله شخصية مؤثرة في ترويج الفكر الشيعي والدفاع عنه في مقابل الشبهات والتحديات المعاصرة وترك بصمة لا تُمحى في مجالات التبليغ والتحقيق والتأليف. يمكن تقسيم مسيرة حياته المباركة إلى أربع محطات جغرافية وفكرية رئيسية، لكل منها تأثيرها الخاص على شخصيته وآثاره: 

 

  • جبل عامل في لبنان، حيث النشأة الروحية والتكوين الأولي؛ 
  • النجف الأشرف في العراق، حيث الإنتماء إلى أعرق الحوزات العلمية والتحصيل العلمي؛ 
  • الكويت ولبنان، حيث الممارسة العملية للتبليغ والعمل الاجتماعي؛ 
  • وأخيراً قم المقدسة في إيران، التي مثّلت ذروة عطائه العلمي والفكري.

 

 

 النشأة والتكوين في جبل عامل  (1944-1958)

الحاج محمد كوراني - والد سماحة العلامة الشيخ علي الكوراني

وُلد الشيخ علي بن محمد بن قاسم الكوراني العاملي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1944 م، الموافق لـ 6 ذي الحجة 1363 هجري ، في قرية ياطر بقضاء بنت جبيل في جبل عامل، جنوب لبنان. نشأ في كنف أسرة عُرفت بالتدين والصلاح، وكان والده، المرحوم الحاج محمد كوراني، من وجهاء القرية ومن المحبين للعلماء. هذه البيئة الخصبة والمتدينة كانت لها تأثيرا كبيراً على نشأته كما ذكرها بالتفصيل في كتابه "إلى طالب العلم" وكانت هي السبب التي غرست فيه التدين وحب العلم وإجلال العلماء.

البداية العلمية

بدأ الشيخ التعلّم في كتاتيب القرية، حيث تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم على يد "الشيخة زينب الشيخ طالب"، ثم التحق بالمدارس الرسمية في ياطر ثم بيروت.

وكان المنعطف الحاسم في حياته بتأثير مباشر من المرجع الديني الكبير آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) الذي كان يتخذ من قرية ياطر مصيفاً لسنوات عديدة. كان والد الشيخ على علاقة وثيقة بالسيد شرف الدين (قدس سره)، الذي لمس في الشيخ علي نبوغاً مبكراً وشغفاً بالعلم، فشجّعه على سلوك طريق الحوزة وأوصى والده بذلك. نظراً لعدم وجود حوزة علمية منظمة في لبنان آنذاك، إتخذ السيد شرف الدين خطوة عملية وطلب من آية الله الشيخ إبراهيم سليمان (قدس سره) أن يتكفل بتعليمه.

إنتقل الشيخ علي إلى قرية البياض وسكن في غرفة استأجرها والده له وكان تحت رعاية الشيخ سليمان (رحمه الله) المباشرة، يدرس عنده يومياً ويوافيه في مجالسه ومحاضره. استمرت هذه الدروس بدون انقطاع لمدة تقارب الثلاث سنوات حيث أتقن خلالها المقدمات أي العلوم التأسيسية من نحو وصرف ومنطق ومعانٍ وبيان، بالإضافة إلى الفقه حتى وصل إلى دراسة كتاب (شرح اللمعة).

هذه المرحلة التأسيسية شكلّت هويته وشخصيته. فالأصالة العاملية والشيعية الراسخة في قرى جبل عامل، مقترناً بالرعاية المباشرة من علماء أجلاء كالشيخ سليمان والمرجع السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سرهما)، وهباه إحساساً قوياً بالمسؤولية وبالجدية في مساره العلمي منذ البداية وكان ذهابه إلى النجف لاحقاً استكمالاً لمسار رُسم له بعناية، وباركه أبرز علماء عصره.

الرحلة العلمية إلى النجف الأشرف (1958-1974)

 

قلب العالم الشيعي

في عام 1958 م، وهو في الرابعة عشرة من عمره، شدّ الشيخ علي الكوراني الرحال إلى مدينة النجف الأشرف في العراق برفقة أولاد الشيخ علي الفقيه العاملي (قدس سره). 
كانت هذه الرحلة من أهم المحطات تأثيراً عليه روحاً وعقلاً، حين بدأت بكلمات والده المؤثرة عند وداعه : "إذهب يا بني وهبتك لله!.. إذا وصلت إلى النجف فأمسك بضريح أمير المؤمنين عليه السلام وقل له إن والدي وهبني لكم ، فاقبلني واجعلني في حماك.." 

طالباً في حوزة نجف الأشرف

في النجف، انكبّ الشيخ على التحصيل العلمي، وانتظم في الدراسة وصار مُدّرساً لبعض الدروس بعد ما اشتهر بين الطلاب أنه متقن للنحو والمعاني ودروس المقدمات، فصار يُدّرس قطر الندى والألفية ثم المنطق ومختصر المعاني. أكمل دراسة بقية المقدمات والسطوح العالية على يد آيات الله: الشيخ محمد تقي الفقيه، والسيد علاء بحر العلوم، والشيخ محمد تقي الأيرواني، والمرجع السيد محمد سعيد الحكيم. كما أنه درس شرح التجريد وقسماً من منظومة السبزواري عند آية الله السيد محمد جمال الهاشمي وحضر بحث الخارج عند المرجع السيد الخوئي. ثم عند الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وكان من طلبته المقربين.

بداية العمل التبليغي والإجتماعي 

لم تقتصر حياة الشيخ في النجف على الدراسة فقط، بل انخرط بفعالية في الأنشطة التبليغية خطاباً وكتابةً، وبرزت مواهبه في هذه المجالات.

ابتداءً من عام 1963م، أوفده المرجع السيد محسن الحكيم (قدس سره) بصفة وكيله إلى مدينة الخالص في محافظة ديالى خلال العطل والمناسبات الدينية، حيث كان له نشاط تبليغي مؤثر إستمر لآخر فترة بقائه في العراق.

العمل التنظيمي وحزب الدعوة

كانت موجة الشيوعية أكبر تحدٍ واجهته الحوزة العلمية في تاريخها، إلّا أن الحوزة والمرجعية نهضت لمواجهتها ومعها جيل من أبرز الطلاب والعلماء. واستمرت هذه النهضة في كل المجالات العقائدية والإجتماعية والسياسية إلى أن كونت موجة شعبية تغلبت على الموجة الشيوعية. (إلى طالب العلم ، ص 133)

هذا الإنتصار بعث في الحوزة روح الشعور بالقوة والتغيير ونتج عنها إتجاهات في الحوزة آنذاك ومن هنا بدأ عمله كمؤسس وقيادي متأثراً بأستاذه الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) ، الذي استمر لأكثر من عقدين . 

 

مسيرة التبليغ والعمل الاجتماعي: الكويت ولبنان (1967-1980)

 

ممثل المرجعية في الكويت (1967-1974)

في عام 1967 م، وفي دلالة على الثقة الكبيرة من المرجعية الدينية العليا، أوفده آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) إلى دولة الكويت ليكون وكيلاً عاماً له هناك وإماماً في مسجد النقي الحديث التأسيس. 

تولى الشيخ هذا المنصب الهام وهو في ريعان شبابه، وقام بأنشطة تبليغية واسعة من خلال إقامة الصلاة الجماعة والدروس اليومية والزيارات والجلسات المفتوحة والتشجيع على القراءة وبهذا استطاع جذب نخبة من الشباب المثقفين أحدثت حركة شبابية ونتج عنها تربية جيل من الشباب المتدين في الكويت في السبعينيات من القرن الماضي. (فتية مسجد النقي ، خواطر وذكريات : د. عبدالهادي عبدالحميد الصالح ص 105)

بعد وفاة السيد الحكيم (قدس سره) في عام 1970 م، تم تجديد الثقة به من قبل المرجع الأعلى الجديد، آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)، الذي عيّنه وكيلاً عاماً له بنفس الصفة. 

العودة إلى لبنان وتأسيس المؤسسات (1974-1980)

بعد حوالي سبع سنوات من العمل الدؤوب قرر الشيخ الكوراني العودة إلى وطنه لبنان في عام 1974 م، واستقر في بيروت، حيث واصل مسيرته في التوعية والتبليغ والتأليف، لكنه أضاف إليها بعداً جديداً تمثّل في العمل الحركي والسياسي.
بدأ عمله باستقطاب الشباب ونشط في حركة تثقيفية وتنظيمية وكان من المؤسسين للحركة الإسلامية المعاصرة في لبنان. هذه الحركة بدأت بإسم الحزب الدعوة الإسلامية في لبنان ووصلت في الثمانينات إلى ظهور حزب الله. ويدين الكثير من قادة الحزب له بالفضل بسبب انتمائهم وتوجيههم الى العمل الجهادي. 
وفي مجال الاجتماعي والخدماتي ، أسس عدداً من المشاريع الاجتماعية الحيوية التي تركت أثراً ملموساً في المجتمع، ومن أبرزها "مسجد الرسول الأعظم (ص)" و"مستشفى الرسول الأعظم (ص)" وكذلك "جمعية التعليم الديني".

محاولة الاغتيال 

بلغ نشاطه السياسي وخاصةً معارضته لنفوذ نظام البعث العراقي في لبنان ذروته في عام 1979 م، عندما تعرض لمحاولة اغتيال في بيروت من قبل أجهزة مخابرات النظام العراقي وأصيب برصاصة في رأسه ولكن كانت مشيئة الله بأن ينجو منها وينتقل إلى مرحلة جديدة في حياته.

 

في قم المقدسة (1980-2024): ذروة العطاء الفكري والعلمي

الهجرة إلى المركز الفكر الشيعي الجديد

في عام 1979 م وبعد انتصار الثورة في إيران ، قرر الشيخ علي الكوراني الإنتقال إلى طهران عاصمة الثورة الإسلامية. وبعد البقاء في طهران لفترة يسيرة إنتقل إلى مدينة قم المقدسة، التي كانت تتحول بسرعة إلى مركز جديد للفكر الشيعي والحوزوي. 

في رحاب حوزة قم العلمية، استمر نشاطه السياسي والتبليغي ولكن مع مرور الأيام توجه أكثر فأكثر للمشاريع العلمية والتأليف والبحث حتى أصبح متفرغاً لها. 

تكشف شهادات الشيخ نفسه عن تطور في رؤيته لدور العالم الديني في المجتمع. ويصف مسيرته بأنها انتقلت من كونه "حركياً" في إطار حزب الدعوة الإسلامية ، إلى تبني موقف "تقليدي بالكامل" يركز على العمل العلمي والإرشادي.

 

تأسيس مراكز علمية رائدة

كان إنجاز الشيخ الكوراني الأبرز في هذه المرحلة هو توظيف الحاسوب والتقنية الحديثة، حيث أسس مركزاً أحدث نقلة نوعية في حفظ التراث الشيعي والإسلامي وآليات الوصول إلى المعلومات.

مركز المعجم الفقهي: في مطلع التسعينيات، ومع بدايات انتشار الحاسوب، تقدم بمشروع "المعجم الفقهي" إلى سماحة آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني (قدس سره)  الذي بادر لتبني المشروع ورعايته. صدر برنامج "المعجم الفقهي" الذي كان يعد سبقاً في العالم الإسلامي آنذاك وتوالت إصداراته خلال عقدين من الزمن وأصبح أداةً بحثيةً أساسيةً عن د الباحثين والعلماء. 

مع دخول مشروع "المعجم الفقهي" عقده الثالث، شهد تطوراً جوهرياً ليصبح النواة التأسيسية لمشروع أوسع نطاقاً تمثّل في "مكتبة أهل البيت (ع)" ضمن "مركز المصطفى (ص) للدراسات الإسلامية"، الذي تأسس برعاية سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله).

بدأت "مكتبة أهل البيت (ع)" بثلاثة آلاف مجلد، ووصلت لأكثر من ثمانية عشر ألف مجلد، وهي توفر للباحثين إمكانية الوصول إلى أمهات الكتب الشيعية والسنية والمذاهب الإسلامية عبر مختلف الأجهزة وهو مشروع قيد التطوير حتى بعد رحيله.  

إن هذه المشاريع تكشف عن رؤية متقدمة لمستقبل العلوم الإسلامية الرقمية التي تركت إرثاً غنياً للأجيال القادمة من الباحثين.

وسائل الإعلام والتبليغ

كان الشيخ علي الكوراني من طليعة علماء الحوزة الذين أدركوا أهمية وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي واستخدموها بفعالية.

 اشتهر ببرامجه التلفزيونية التي حظيت بمتابعة واسعة، مثل برنامج "المهدي منا" على قناة أهل البيت (ع) الفضائية، وظهوره المتكرر على قنوات أخرى مثل الأنوار والكوثر والدعاء. تميّز حضوره الإعلامي بأسلوب مباشر ومبسّط، وقدرته على خوض المناظرات المباشرة والإجابة على الأسئلة المتنوعة. 

كما أنه كان من أوائل العلماء الذين خاضوا غمار الحوارات الدينية والمناظرات على شبكة الإنترنت وقد قام بتوثيق المناظرات التي أجريت في المنتديات الإلكترونية في تلك الحقبة في تسعة مجلدات بإسم كتاب "الانتصار" ، كما أن أعمالاً أخرى مثل "ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين (ع)" رسخت مكانته كأحد أبرز المحاورين والمناظرين في عصره.   

 

المؤلفات والتراث المكتوب

لم ينقطع عن التدوين والتأليف منذ بدايات تحصيله العلمي في النجف الأشرف، وكان شغفه بالتعمّق في علوم أهل البيت (ع) وأحاديثهم مشهوداً لمن عرفه. وفي العقد الأخير من حياته المباركة ، كان يُعبّر مراراً أن أسمى عمل يمكنه تقديمه هو التأليف وأن عليه أداء الأمانة وتركها للأجيال القادمة.  
كان يكتفي بالضروري من الإلتزامات والأنشطة الأخرى ليتفرِّغ للكتابة. كان يعمل في الليل والنهار لأكثر من خمس عشرة ساعة مُنكبّاً على حاسوبه، شاكراً الله دوماً على نعمة توفر المصادر الرقمية وإمكانية البحث فيها. 
وخلال ستة عقود من حياته المباركة قدّم طيفاً مميزاً من المؤلفات في مواضيع مختلفة عكست اهتماماته العلمية الواسعة والمعمّقة، التي أغنت المكتبة الشيعية وأضافت إرثاً مهماً للتراث الإسلامي:

في علوم القرآن واللغة العربية :  • تدوين القرآن • مفردات الراغب الإصفهاني وملاحظات العاملي • أهم مصطلحات القرآن • درر النحو في القضية المهدوية : • المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) • عصر الظهور • معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - 5 مجلدات • شمس خلف السحاب •  شرح زيارة آل ياسين •  اليمانيون قادمون • الممهدون للمهدي • أسئلة مهدوية  في السيرة والتاريخ التحليلي : • السيرة النبوية عند أهل البيت (ع) - مجلدين • سيرة أمير المؤمنين عليه السلام - 5 مجلدات •  الإمام محمد الباقر (ع) ، السيرة الكاملة • الإمام جعفر الصادق (ع) ، السيرة الكاملة • الإمام الكاظم (ع) سيد بغداد •  الإمام الرضا (ع) والمأمون • الإمام محمد الجواد (ع) ، شبيه عيسى ويحيى وسليمان (عليهم السلام) • الإمام علي الهادي (ع) ، عمر حافلٌ بالجهاد والمعجزات •  الإمام الحسن العسكري (ع) ، والد الإمام المهدي الموعود (ع) •  جواهر التاريخ (اضطهاد العترة بعد النبي) •  جواهر التاريخ (دراسة لشخصية أبي سفيان ومعاوية) •  جواهر التاريخ (سيرة الإمام الحسن ع ) • جواهر التاريخ (سيرة الإمام زين العابدين ع ) •  جواهر التاريخ (سيرة الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق عليهما السلام ) • بطون قريش ، دراسة مواجهة بطون قريش للنبي والإسلام إلى يومنا هذا • قراءة جديدة للفتوحات الإسلامية - مجلدين • قراءة جديدة لحروب الردة  •  كيف رد الشيعة غزو المغول • شمعون الصفا •  سيرة الأنبياء عليهم السلام • بين يدي الله ورسوله وآله عليه السلام • الجديد في الحسين (ع) • الجديد في النبي (ص) - 3 مجلدات في العقائد ورد الشبهات : • الولادات الثلاث • ألف سؤال وإشكال - 3 مجلدات • العقائد الإسلامية - 5 مجلدات • الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) • الانتصار ، مناظرات الشيعة في شبكات الإنترنت - 9 مجلدات • ثمار الأفكار ، حوارات مع علمانيين وملحدين • الماء الجاري في غسل البخاري • سلسلة مكتبة الطالب - 7 اجزاء • الموظف الدولي لمهاجمة الشيعة (رد أباطيل عبد الرسول لاري المتسمي بأحمد الكاتب) • الوهابية والتوحيد • دجال البصرة ، أحمد إسماعيل المسمي نفسه : الإمام احمد الحسن • أحكام المدينة المنورة • الرد على الفتاوى المتطرفة • أجوبة مسائل جيش الصحابة • الجنة ومن يدخلها • شرح أدعية الوضوء  في القضايا إسلامية ومعاصرة : • عصر الشيعة • فلسفة الصلاة • سلسلة القبائل العربية في العراق - 20 جزء • كيف تكتب بحثاً أو تؤلف كتاباً.

 

الأيام الأخيرة والرحيل

في 19 مايو/أيار 2024 م، الموافق لـ 11 ذي القعدة 1445 هـ، توفي العلامة الشيخ علي الكوراني في مدينة قم المقدسة عن عمر ناهز 79 عاماً، إثر نوبة قلبية ألمت به. 

 

كان رحيله خاتمة لحياة حافلة بالعلم والجهاد والعمل الدؤوب. وكان كما تمنى أن لا يفصل المرض والضعف بينه وبين التأليف. فكان مشغولاً بالكتابة إلى آخر ساعات عمره المبارك.

عكست مراسم تشييعه مسار حياته الذي ربط بين أهم مراكز العلم الشيعي. أقيم له تشييع مهيب في مدينة قم، حيث أمّ الصلاة على جثمانه الطاهر آية الله السيد علي الميلاني، ثم نُقل جثمانه إلى لبنان. وهناك، أقيم له تشييع آخر في بيروت، قبل أن يُوارى الثرى، بناءً على وصيته، في مسقط رأسه بقرية ياطر في جنوب لبنان، في قطعة أرض اشتراها لهذا الغرض، لتكتمل بذلك دائرة حياته ويعود إلى الأرض التي انطلق منها وأن يكون قبره رمزاً للعلم وتذكيراً بالعلماء في قرى جبل عامل المباركة. 

أصداء الرحيل في العالم الإسلامي

أحدث خبر وفاته صدى واسعاً، وتوالت بيانات النعي والتعزية من مختلف أنحاء العالم الشيعي، من مكاتب المراجع العظام والحوزات العلمية وشخصيات دينية وسياسية بارزة. أجمعت هذه البيانات على الإشادة بحياته العامرة بالعلم والجهاد، ودفاعه عن مذهب أهل البيت (ع) ، وإسهاماته العلمية النوعية، وخصوصاً في مجال الدراسات المهدوية التي تميّز بها.

 

 

يا راحــلاً  نرثيـكَ  مِـلأ  جُفوننــا
 ولسوفَ تبقـى مُلهِـمَ الوجـدان
حزنــت عليـكَ محـابـرٌ ومصادرٌ
وبكــت عليـكَ يــراعـةٌ ومبـاني
يا مـالكاً فصلَ الخطابِ وحجـة
عصمــاء ترجــمُ قـــادةَ البهتان
أفنـانُ علمـك تَـزدهـي بفروعِها
تهدي الثمـارَ من القِطافِ الداني
النَفسُ تأنسُ في حروفك حكمةً
ببـــــلاغــةٍ وجــزالــةٍ وبـيـــــان
أحزانـنــــا أرخـــــتُ " قل لمصـــابِهـــــا
تبــــكـي لفقـــــدِ العــــاملي الكــــوراني"

للشاعر محمد علي السماوي - 1445 ه